World Promotions

Promotion Area

موقع و دليل موجز مصر

Monday, May 30, 2011

بوابة الآخرة


 بوابة الآخرة


من الأخ الفاضل ((علاء صالح))

بوابة الآخرة

أثناء عملي في أحد مستشفيات جدة كنت أتواجد بقسم الطوارئ وكان مقسما لمنطقتين .. المنطقة الزرقاء وهي تستقبل المرضي أصحاب الشكوى العادية من مغص أو صداع أو حتى جروح بسيطة والمنطقة الحمراء (RED ZOON) وتستقبل الحوادث الخطيرة وأغلبها حوادث الطرق والتي كثيرا ما يكون أبطالها من الشباب المتهور والذي يعاني من جنون السرعة ولذلك غالبا ما يكون المصاب في حالة شديدة الخطورة أو ربما في النزع الأخير وغالبا لا نملك حياله شيئا رغم التجهيزات الفائقة حيث أن الغرف في هذه المنطقة عبارة عن وحدات  للرعاية المركزة بما تحويه من أجهزة الصدمات القلبية وشاشات الرصد (monitors)  وأجهزة عالية الجودة للتنفس الصناعي وغيرها  وكثيرا ما كنت أرقب الحالة أثناء دخولها المنطقة الحمراء و ما هي إلا ثواني وتجد عشرات الأفراد المؤهلين أصحاب الكفاءة من ممرضين (أغلبهم فلبينيين) وأطباء ( معظمهم مصريين) ورغم أن عدد المتعاملين مع الحالة قد يصل لعشرة أشخاص إلا أن كل واحد منهم يعرف الجزئية  المطلوبة منه وينفذها بمهارة وحرفية  (professional ) والأجمل أنه لا يعرقل عمل زميله الأخر والشيء الذي لم أفهمه حتى الآن من الناحية الطبية كيف أن كثيرا من الحالات والتي كانت في حكم المنتهية وبعضها مات سريريا (clinical death) سريعا ما يتعافي ويخرج من المستشفي علي أحسن حال  وبعض الحالات والتي كنا نظنها سهلة ما تلبث أن يصيبها تدهور مفاجئ (sudden deterioration)   ويتم تجهيزها للدار الآخرة  فلا نملك إلا أن نردد قوله تعالي.. لكل أجل كتاب .. ومن كثرة ما ودعنا من ضحايا بشكل يومي  فقد أطلقت علي هذه المنطقة من المستشفي اسم ( بوابة الآخرة) ثم تناقل زملاؤنا الأطباء متندرين هذا التعبير  بعد ذلك ..

الحسم هو الحل
ذات مساء كنا نستقبل أحد هذه الحالات الخطيرة .. شاب في مقتبل العمر جاء في حالة احتضار تقريبا ولكن كعادتنا تعاملنا مع الحالة بحيث كل واحد يؤدي مهمته بكفاءة وسرعة مهما كان تقييمنا للحالة طالما هناك أمل فكنت أفحص المريض بالموجات فوق الصوتية بحثا عن تهتكات أو نزيف داخلي .. وطبيب التخدير يحاول إدخال أنبوب التنفس لتوصيل جهاز التنفس الصناعي والممرضون يفتحون بوابات من الأوردة لتعويض النزف بالسوائل لحين تجهيز الدم وبينما نحن في المعركة وقف أحد الأطباء الإداريين ينتقد أعمالنا وييئس من النتيجة بدعوي أن كل هذه المجهودات ستذهب سدي ..والمريض لا أمل منه .. ثم بدأ يناقش الجراح لماذا لم تغير الجوانتي، ويحذر طبيب التخدير أن الأنبوب ربما لا تدخل في مجراها التنفسي الصحيح وربما لجأنا لعمل شق حنجري .. وهكذا استمر هذا الناقد المثبط يبث التخزيل والإحباط في نفوس العاملين وهنا صرخ فيه استشاري المخ والأعصاب بحسم من فضلك اخرج بره ودعنا نعمل وبعد ذلك حاسبنا .. وخرج هذا الإداري الناقد لا يلوي علي شيء وكلل الله مسعانا بخير وبعد أسابيع قليلة كان الشاب في بيته معافى  سالما.

دكتور علاء الدين عباس
جدة – 24-5-2011م 


الرجاء من الاعضاء الكرام المشتركين عن طريق بريد الهوتميل ارسال رسائلهم إلى البريد التالي
((ahlialsafa@gmail.com))

جميع الرسائل تمثل أراء مرسليها و اى نقد يكون للموضوع و ليس للمرسل
--
لقد تلقيت هذه الرسالة من مجموعة أهل الصفا البريدية.

No comments:

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

اخبار اليوم