مواجهات فى الجامعات وتعد على "العلم" واعتداء على "المسارح".. مشاهد مختلفة لتجاوزات التيار "السلفى" فى تونس.. الداخلية تصدر قرارًا بمنع التظاهر فى شارع "بورقيبة".. و"التأسيسى" التونسى يحذر من الفوضى
وانتهت هذه الاعتداءات بقيام عدد من السلفيين يوم الأحد الماضى بمنع المسرحيين من تنظيم احتفالهم باليوم العالمى للمسرح، بحجة تزامن الاحتفال مع مظاهرة نظمتها الجبهة التونسية للجمعيات الإسلامية تحت شعار "نصرة لدين الله"، للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، وإقامة دولة الخلافة.
وهو ما دفع وزارة الثقافة التونسية إلى إصدار بيان استنكرت فيه اعتداء مجموعة من السلفيين على المسرحيين والفنانين أمام المسرح البلدى فى شارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة أمس، ودعت إلى محاسبتهم.
وقالت الوزارة فى بيان إن مجموعات سلفية عمدت إلى تعطيل تظاهرة ثقافية تحت شعار "الشعب يريد مسرحاً" نظمتها الجمعية التونسية لخريجى معاهد الفنون الدرامية فى إطار الاحتفال باليوم العالمى للمسرح.
ودعت السلطات الأمنية إلى محاسبة كل المتورطين فى الاعتداء، مشددة على ضرورة التمسك بحرية التعبير والرأى وعلى أهمية تكريس حق الاختلاف.
فى حين قررت وزارة الداخلية التونسية منع أى تظاهرة فى شارع الحبيب بورقيبة الذى أصبح رمز الحركة الاحتجاجية منذ رحيل زين العابدين بن على، مبررة قرارها بأنه نتيجة الشكاوى التى ترد إليها من التجار والمواطنين.
محمود برونكوتا، عضو حزب المؤتمر من أجل الجمهورية، قال فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن الاعتداءات من التيار السلفى بس قليلة جداً وسببها الحماس الزائد للسلفيين ،لافتا إلى أنها اعتداءات لفظية أكثر منها جسدية.
وأوضح أن الأوضاع بدأت تستقر بعد منع كل أشكال التظاهر بشارع الحبيب بورقيبة، لافتا إلى أن المجلس التأسيسى ناقش هذه الحادثة ف بالأمس على غرار حادثة العالم وتدنيس المصحف، مشيرًا إلى أن وزير الداخلية التونسى على العريض لم يتجاهل القضية واعترف بحصول الاعتداءات.
واعتبر برونكوتا أن الحكومة لا يمكنها مواجهة هذه التصرفات لأنها فردية ولا يمكن منعها بقدر ما يمكن تفاديها ومعاقبة مرتكبيها.
يأتى ذلك فى الوقت الذى حذر فيه رئيس المجلس التأسيسى التونسى مصطفى بن جعفر من "الفوضى" و"التمرد" مشددا على وقوع "أحداث خطيرة" مؤخرا فى تونس.
وقال بن جعفر الجمعة لدى افتتاح حوار حول الوضع الأمنى فى المجلس التأسيسى بحضور ثلاثة وزراء من الحكومة أن تونس شهدت مؤخرا ظاهرة خطيرة مثل دعوات إلى القتل والاقتتال وتدنيس القرآن وأماكن مقدسة وإسقاط العلم الوطنى، مؤكدًا أن ذلك "ما جرى يهدد السلم الاجتماعى والحرية لا تعنى الفوضى والتمرد".
وعبر وزير التعليم العالى المنصف بن سالم عن "أسفه للتطرق لظاهرة هامشية" تتمثل فى ارتداء النقاب فى الجامعة، بينما "هناك مواضيع أهم من ذلك يجب مناقشتها مثل بناء تونس".