عبثا، ظنت أسرة المجني عليه أن تأخر موعد انتشال الجثة وعدم عثور رجال الإنقاذ عليها، قد يكشف عن مفاجأة بأن نجلهم قد يكون مازال على قيد الحياة، فكيف يقتل بتلك الطريقة البشعة على يد أحد أقربائه. لكن فوجئ أهل المجني عليه بإخبارهم من قبل مباحث الإسكندرية بأن رجال القوات البحرية تمكنوا من استخراج جثة نجلهم من ترعة المصرف العمومي، أسفل الطريق الدولي، عقب العثور عليها بداخل برميل حديدي متوسط الحجم مصبوب بداخلة بعض مواد الخرسانة، لتتأكد أقوال المتهمين الثلاثة.
المتهمون قتلوا المجني عليه ثم طلبوا فدية من أهله
وكشفت تحقيقات النيابة تفاصيل جديدة في الجريمة ثلاثية الأبعاد والتي تمثلت في اختطاف شاب بالإسكندرية على يد أحد أقاربه وآخرين، وقتله، وإلقاء جثته في الترعة عقب وضعها في برميل وصب الأسمنت عليها.
كان اللواء أمين عز الدين، مدير أمن الإسكندرية، تلقى بلاغا من أحمد كمال عبد الغفار خليل، تاجر خردة، بغياب نجله المدعو محمد أحمد كمال، عن مسكنه عقب تلقيه مجموعة دراسية بمعهد الريادة "خاص"، الكائن بدائرة القسم، وورود اتصال تليفوني على هاتف والدته من أحد الأشخاص، وطلب فديه قدرها 2 مليون جنيه نظير إطلاق سراحه.
توصلت جهود ضباط إدارة البحث الجنائي بالتنسيق مع فرع الأمن العام بالإسكندرية إلى أن وراء اختفاء واحتجاز المجني عليه كل من نجل ابن عم المجني عليه، إسلام إبراهيم عبد المنعم عبد الغفار، 21 عاما، طالب، ومحمد أحمد فوزي محمد، 29 عاما، عاطل، له معلومات جنائية مسجلة، وعمرو محروس محمد مصطفى، 22 عاما، طالب، جميعهم مقيمون بدائرة قسم شرطة مينا البصل.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة تفاصيل جديدة في القضية، إذ تبين قيام المتهمين باستدراج المجني عليه نظرا لوجود صلة قرابة بينه والأول، حيث اصطحبوه داخل سيارة مستأجرة عقب خروجه من المعهد المشار إليه، وقاموا بتناول المواد الكحولية بعد وضع عقار مخدر داخل الزجاجة الخاصة بالمجني عليه، ثم توجهوا به لمسكن الثاني، الكائن بمنطقة الهانوفيل، دائرة القسم، وقدموا للمجني عليه كوب عصير بداخله أقراص مخدرة لإفقاده الوع، فشعر المجني عليه بحالة إعياء، وأثناء ذلك قاموا بأخذ هاتفه المحمول ومتعلقاته الشخصية، وعند شروعه بالصياح قاموا بتقييد يديه بالحبال، ووضع شريط لاصق على فمه.
وحاول المجني عليه المقاومة لكنهم تعدوا عليه بالضرب على رأسه وأجزاء متفرقة من جسمه، ووضعوه داخل برميل صاج وعمل صبة خرسانية عليه، ثم توجهوا به إلى الطريق الدولي وقاموا بإلقائه بمنطقة الملاحات، وتخلصوا من هاتفه المحمول وعادوا عقب ذلك لمسكن الثاني لمحو أثار الجريمة.
وفي صباح اليوم التالي، قام المتهم الثاني بالاتصال بوالدة المجني عليه، وطلب فدية قدرها 2 مليون جنيه نظير إطلاق سراحه، عقب إيهامها بأن المجني عليه محتجز طرفهم وعللوا قيامهم بذلك لمرورهم بضائقة مالية.
الطلاب الثلاثة حاولوا تخدير "محمد كامل" مرتين وقيدوا يديه ووضعوا شريطا لاصقا على فمه
تم ضبط هاتفين محمولين بحوزة المتهمين الثاني والثالث المستخدمة في الاتصال بوالدة المجني عليه، وضبط المدعو السيد أحمد السيد عبد اللطيف، 22 عاما، مندوب مبيعات بشركة أدوية، مقيم بدائرة قسم مينا البصل، الذي أقر بقيام المتهم الثالث بطلب عقاقير مخدرة ومنومه منه بدعوى استخدامها في علاج مرض الصرع حيث قام بتوفيرها له. كما تم ضبط السيارة المستخدمة في الواقعة مستأجرة من مالكها المدعو محمد محمود مغازي.
وطالب أهل المجني عليه من إدارة مباحث الإسكندرية استدعاء المتهمين لإرشاد رجال البحث عن مكان إلقاء الجثة لانتشالها، لكن الإدارة رفضت خشية من انتقام أهالي المجني عليه من المتهمين.
وقال اللواء ناصر العبد، مدير إدارة البحث الجنائي، لـ"الوطن"، "لا استطيع إخراج المتهمين أمام الأهالي لأن ذلك يعني أننا نقدمهم لهم للانتقام، خاصة وأن الأهالي يعانون من صدمة ارتكاب الجريمة بتلك الصورة البشعة بمشاركة أحد الأقارب".
وبعد نحو 10 أيام من ارتكاب الجريمة، تمكنت القوات البحرية من انتشال الجثة، ووجد الطبيب الشرعي صعوبة كبيرة في عملية تشريحها نظرا لقيام المتهمين بصب مواد خرسانية على الجثة داخل البرميل الحديدي الذي عثر عليه.
المباحث رفضت استدعاء المتهمين للإرشاد عن مكان إلقاء الجثة خشية من انتقام أسرة القتيل
وقام الطبيب الشرعي باستخراج الجثة من البرميل، وبمناظرتها تبين أنها بكامل ملابسها ومربوطة بحبل أزرق اللون من القدم، وتعرف على الجثة ذوي المجني عليه. وبتشريح الجثة تبين وجود تهشم كامل بالرأس وهي الإصابة التي أدت لوفاة المجني
Sent from my BlackBerry® from Vodafone
No comments:
Post a Comment