وأضاف: ما حدث مع نظام مبارك الذي سقط في 18 يوما بعد 30 سنة من الدكتاتورية خير دليل على ذلك، ومن يتخيل أنه يستطيع السيطرة على الشعب بغير الديمقراطية واهم، وأنه لابد من توافق جميع التيارات السياسية الإسلامية، الليبرالية، وقوى اليسار في الوقت الجاري، لأنها تتفق في نقاط عديدة وتختلف على المعايير، ولا تمثل أي منها خطورة على الآخر وهي مكملة لبعضها في أحيان كثيرة.
وأشار محسوب إلى أن الشباب الذي فجر ثورة 25 يناير، دون أي انتماءات سياسية، هو الوحيد القادر على تجاوز الأزمة الجارية، بعد أن كشفت الأيام أن النخبة السياسية التي ظلت 30 عاماً غير قادرة على تغيير نظام مبارك بسبب العداء والخلافات والصراعات الشديدة بينها، متهما النخبة بأنها لم تقدر خطورة المرحلة الانتقالية بعد الثورة وأن طول الفترة الانتقالية كان من أشد المخاطر التي تواجه الثورة وتأخر عملية تطوير الدولة المصرية الحديثة وأنها من أشد المراحل هشاشة.
وتابع "محسوب": كان من الممكن أن تسقط الدولة مرة أخرى في براثن الدكتاتورية من جديد وتحول الآمال إلى نوع من أنواع الصدمة والاحتقان واليأس، وهو ما أدركه الشباب وكان سبباً في فرض نقل السلطة بدموعه ودمائه بعد أحداث محمد محمود "الأولى" عام 2012 في الفترة من 19 إلى 24 نوفمبر، في الوقت الذي سارعت فيه بعض القوى السياسية والنخبة للجلوس مع المجلس العسكري للحصول على مكاسب نصيبها من التورتة والتفاوض على المقاعد الفردية والقائمة بمجلس الشعب السابق، و جاءت عملية نقل السلطة بدموع ودماء الشباب بينما كانت للنخبة السياسية كل منها لها حساباتها الخاصة.
وقال وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية، خلال ندوة عقدت بقاعة الاجتماعات الكبرى بجامعة الفيوم تحت عنوان "مستقبل مصر في ظل الأحداث الجارية"، إن من يراهن على أن الخارج ودول الجوار تدعم مصر للنهوض من كبوتها خاطئ والتاريخ يثبت أن المنظومة الدولية لها حسابات مختلفة لا تريد لمصر أن تسقط ولكن تريد أن تظل مصر ضعيفة ولا تقوم لها قائمة لأسباب من بينها ألا تتصدر مكانها الطبيعي ولذلك لابد من التكاتف والتلاحم.
وأضاف: روشتة العلاج تؤكد أن الشباب هو القادر على تولي ونشر لغة التفاهم بعد أن حمل إلينا النخبة وشيوخ السياسية الخلافات التاريخية واستدعوها للحاضر، وأن العلاج يبدأ بإقرار الديمقراطية، ومن يطالب بإقحام القوات المسلحة في مستنقع العملية السياسة بعيداً عن دوره الأعظم في حماية الوطن من المخاطر التي تحيط به، أو بنزول الشعب للشارع للتعجيل بانتخابات رئاسية مبكرة أو إدارة الدولة بلغة التوافق هي أمور غير مقبولة تماماً.
كما أشار إلى أنه على من يريد أن يعظم دوره يعظمه بالديمقراطية وعليه بالصناديق وتشكيل مجلس النواب المقبل بأغلبية، لأن الديمقراطية ليست حكم عباقرة ولكن حكم الشعب وما نحتاجه حالياً بناء مؤسسات الدولة المصرية وخلافات الدستور وغيرها ليست قرآن ومن الممكن أن يعدل أو يبدل ويتم عن طريق بناء المؤسسات.
وأقيمت الندوة بعد ظهر اليوم وانتهت منذ دقائق، تحت رعاية الدكتور عبد الحميد عبد التواب، رئيس جامعة الفيوم وإشراف الدكتور فريد عوض حيدر، نائب رئيس الجامعة لشؤون المجتمع وتنمية البيئة، وحضرها طلاب الجامعة والدكتور حسين ياسين، أمين حزب الوسط بالمحافظة وأعضاء الحزب بالمحافظة.
Sent from my BlackBerry® from Vodafone
No comments:
Post a Comment