الفن رسالة سامية لها دورها المهم فى إسعاد البشرية وإصلاح أحوالها، فبغير مجتمع سوى إنسانيًّا، يعرف الجمال ويجيد تذوّقه، ربما لن نستطيع اقتناص صفاء الروح ونقائها، وممارسة إنسانيتنا كما يجب أن نمارسها.
وفى عالم الفن يشتهر الكثيرون، وتزداد التقاليع والتحولات، ويظلّ الضوء مصاحبًا لمن عرفهم وعرفوه، وربما كان هو نفسه سببًا فى شهرتهم فى مجالات وأعمال أخرى غير الفن، فبفضل الفن تزدهر حياة الفنانين والفنانات وأنشطتهم.
وضمن تقاليع الوسط الفنى – التى ظهرت مؤخّرًا فى أوساط الفنانات دون الفنانين الذكور – خطوة اعتزال الفن والتوجه إلى مجال الدعوة الدينية، بينما تلاحقهن شائعات أنهن اعتزلن بعد تلقّى أموال من أمراء وشيوخ خليجيين، وأنهن يقمن باستغلال شهرتهن لتحقيق الربح المادى عبر العمل فى الدعوة الدينية، ولكنهن يؤكّدن أن هذه الخطوة تأتى عن قناعة وإيمان بها، يتبلور هذا فى انقطاع بعضهن عن عالم الشهرة وتفرغهن للدعوة والعبادة، بعيدًا عن اختلاف الرأى حول حِلّ الفن من حرمته، وبعيدًا عن مقدرة الفنانات على ممارسة أدوار الداعيات الدينيات، ولكنها تظل ظاهرة تستحق الدراسة والتتبع.
ولدت "حلا" فى الإسكندرية فى 23 ديسمبر عام 1978، لعائلة فنية، فهى ابنة الفنان التشكيلى أحمد شيحة، ولها 3 شقيقات منهن اثنتان تعملان فى مجال الفن، وكان أول مسلسل لـ "حلا شيحة" مع الفنان حسين فهمى، وكان أول فيلم لها هو "ليه خلّيتنى أحبك"، وظهرت بالحجاب لآخر مرة فى فيلم "كامل الأوصاف"، وقد اعتزلت حلا شيحة التمثيل، وأعلنت أن هذا يرجع إلى "أنها حلمت بأهوال يوم القيامة وعذاب النار ونعيم الجنة، وأثّرت تلك الرؤية عليها".
تزوجت "حلا" من كندى اعتنق الاسلام، وهاجرت معه إلى الخارج، ثم عادت إلى مصر عام 2014 لتبدأ فى الدعوة الدينية فى أحد المساجد الشهيرة، ومن أشهر أعمال الفنانة المعتزلة حلا شيحة:غاوى حب، السلم والثعبان، سحر العيون، أُريد خُلعًا، عريس من جهة أمنية، واللمبى.
حنان وعلاء ولىّ الدين
تأثرت الفنانة حنان ترك برحيل الفنان علاء ولى الدين، وذلك لارتباطها به على المستويين: الشخصى والفنى.
كانت قد دارت بين حنان وعلاء أحاديث فنية ودينية قُبيل وفاته، وظلت الكلمات الدينية تراود عقل حنان ترك لفترة طويلة، فبدأت تفكّر فى اعتزال الفن وارتداء الحجاب، وقد أعلنت هذا خلال عملها فى فيلم "أحلام حقيقية"، وبعد شهور اعتزلت الفن نهائيًّا وتفرغت للعمل مع المنظمات الإنسانية ومساعدة الفقراء، وتأثرت بالخطب الدينية للشيخين: الحبيب على الجفرى وعمرو خالد.
عادت حنان مرة أخرى للفن ولكن بالحجاب، ومن أشهر أعمال ترك السينمائية: سهر الليالى، العاصفة، ضحك ولعب وجدّ وحب، إسماعيلية رايح جاى، جواز بقرار جمهورى، جاءنا البيان التالى، شباب على الهواء، وتيتو، وفى التليفزيون مسلسلات: المال والبنون، السقوط في بئر سبع، نصف ربيع الآخر، لن أعيش فى جلباب أبى، أميرة فى عابدين، أوبرا عايدة، وهانم بنت باشا.
سهير رمزى تستجيب لـ "الدرس"
قررت الفنانة سهير رمزى اعتزال الأضواء بعد شهرة طاغية وصلت إليها، وذلك عام 1985، وأعلنت ارتداءها الحجاب، ثم ارتداء النقاب، ولكنها ما لبثت ان خلعت النقاب لتعود مرة أخرى للتمثيل، ولكن فى هيئتها المحجّبة.
وقالت سهير – فى أحد لقاءاتها التلفزيونية – إنها نادمة لأداء بعض المشاهد الجريئة فى أعمالها، وإنها ترى أن الفن رسالة ومضمون إيجابيان إذا ما تم تقديمه بشكل سامٍ، كما أضافت أنها قررت ارتداء الحجاب بعد أن قامت بأداء فريضة الحج، وسماعها لدرس دينى أثر فيها، وما زالت مستمرّة فى الدعوة الدينية ومساعدة الفقراء والمحتاجين، من خلال التعامل معهم فى دور الإيتام والجمعيات الأهلية والخيرية.
من أشهر أعمال الفنانة المعتزلة سهير رمزى: الطيور المهاجرة، كفانى يا قلب، ابنتى والذئب، شاطئ الحب، مراهقة من الأرياف، رحلة العمر، وكان الحب، المرأة التى غلبت الشيطان، هى والرجال، دنيا البنات، المساجين الثلاثة، والشجعان الثلاثة.
إنها الفنانة المعتزلة شمس البارودى، والتى تعتبر أول فنانة فى الوسط الفنى تعلن اعتزالها تمامًا للفن وهى فى أوج شهرتها وشبابها وجمالها.
ذهبت شمس لأداء مناسك الحج والعمرة وعند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقفت تدعو لأبنائها وزوجها، ورأت "شمس" – حسب روايتها – الرسول صلى الله عليه وسلم واقفًا أمامها، فصُعِقت وظلّت تقول: "يا حبيبى يا رسول الله"، ومنذ ذلك الوقت قررت اعتزال الفن نهائيًّا، حتى أن النقاد هاجموها وادّعوا أنها تلّقت أموالاً مقابل تركها للفن.
من أشهر أعمال الفنانة المعتزلة شمس البارودى: حمّام الملاطيلى، امرأة سيّئة السمعة، فرقة المرح، حكاية 3 بنات، هى والرجال، ليلة الزفاف، رحلة حب، المتعة والعذاب، عالم الشهرة، اتنين على الطريق، شاطئ الحب، المطلقات، والجبان والحب.
سهير البابلى فى مرمى الدعاة
تأثرت الفنانة المعتزل سهير البابلى بكلمات الدعاة وأهل الذكر، فكانت تحضر مجالس الذكر والدين فى المساجد، ورغم شهرتها الكبيرة فضّلت الاعتزال والاختفاء بعيدًا عن أضواء الشهرة والمجد.
عادت سهير البابلى للعمل الفنى بحجابها فى مسلسل "قلب أميرة" عام 2006، ومن أعمال الفنانة المعتزلة سهير البابلى السينمائية: حدوتة مصرية، غرام تلميذة، لعبة الحب والجواز، لن أعود، لحظة ضعف، أخطر رجل فى العالم، ليلة القبض على بكيزة وزغلول، ومن المسلسلات: عم حمزة، جراح عميقة، لمن نحيا، الأيدى الناعمة، بكيزة وزغلول، وتظلّ مسرحيتا: ريا وسكينة ومدرسة المشاغبين، من أهم أعمالها وأكثرها شهرة لدى الجمهور.
ميار الببلاوى من الإعلانات للدعوة
بدأت ميار الببلاوى مشوارها الفنى كـ "موديل" إعلانات، قبل أن تنتقل إلى لعب أدوار صغيرة وهامشية فى السينما والمسرح، ولكنها سرعان ما تحوّلت لركب الفنانات المعتزلات، قبل أن تظهر فى البرامج الدينية على شاشات الفضائيات، كمقدّمة برامج وداعية دينية، وذلك لفترة وجيزة، قبل أن تختفى تمامًا عن الأضواء.
No comments:
Post a Comment