لم تكن رسائل البعض من أسرة الفنانة إيمان الطوخي عبر «فيس بوك وتويتر» كافية لرد ما قيل حول زواجها وإنجابها صبيًا عمره 16 عامًا من الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك.. كما أن الشائعات أخذت شكل الحقائق باختفائها وعدم ظهورها لإثبات أو نفي ذلك الأمر. «الفجر» ذهبت إلي الدور السابع حيث شقتها الكائنة بشارع الشهيد عبد المنعم رياض بمنطقة المهندسين، طرقنا باب الشقة وانتظرنا لخمس دقائق تقريبا حتي فتحت لنا الباب سيدة ذات وجه بشوش.. ربما قد تجاوزت السبعين من عمرها، دعتنا للدخول إلي ريسيبشن مقسوم إلي نصفين أمامي وخلفي.. تساءلت: وهل أعيش في صحراء لأنجب منه ابنًا يبلغ 16 سنة دون علم أحد؟ كل ما قاله لي الرئيس السابق: إنتي فين؟.. وليه مش بتغني لأكتوبر؟ وجلست في النصف الأول وطالبتني السيدة بالانتظار حتي توقظ ابنتها ايمان هنا ادركت انني اتحدث إلي والدة إيمان الطوخي وانتظرت خمس دقائق أخري تجولت فيها في الشقة التي بدت مثل الكثير من شقق الفنانين، ولكني لاحظت حجرة السفرة يسار الأنتريه وعلي منضدتها تلفاز يبدو أنه لا يستخدم لأنه مغطي بقطعة قماش ويوحي المكان أن زواره ليسوا كثيرين.في هذه الأثناء خرجت ايمان الطوخي وكانت مشاهدتها بهذا الشكل غير متوقعة، فقد كنت انتظر رؤية امرأة تصافحني من خلف حجابها وترتدي ملابس فضفاضة، ولكنها بدت كما عهدناها، بطبيعتها ترتدي "جلباب منزل عادياً لونه أخضر في بني".الترحاب الذي استقبلتنا به كان حارًا جدا، وخصوصًا إصرارها علي ان أحتسي شيئا، فطلبت شاي لأفاجأ بها تدخل المطبخ لتعده بنفسها، وبدأنا حوارا مسجلا مع إيمان الطوخي، التي زاد وزنها قليلا ولم نلتقط اي صورة لها احتراما لرغبتها في عدم الظهور إعلاميا بأي شكل.حدثتنا في البداية عن ابتعادها طوال الـ 14 عاما الماضية.. فقالت ايمان الطوخي: الحقيقة انني كنت أود عدم التطرق لأسباب ابتعادي من الوسط الفني.. ولكن حان الوقت ليعرف الناس كل شيء.. فالفن بالنسبة لي كالماء والهواء، وساعدني في تنمية موهبتي في الغناء والتمثيل وجود والدي محمد الطوخي في الوسط الفني، بالاضافة لتشجيع كل المحيطين بي للاستمرار حتي شاركت في مسرح الجامعة، فقد كنت أحصل علي افضل ممثلة في اي عرض مسرحي أشارك فيه.. وهذا دفع اقاربي واصدقائي لتشجيعي علي الاستمرار خصوصا أنني خريجة كلية الإعلام قسم اذاعة وتليفزيون، وبعد التخرج في الجامعة بدأت هواية التمثيل والغناء لدي تتحول للاحتراف، وكان ذلك عام 1981 وأصبح الأمر بالنسبة لي كل شيء في الحياة.. وهنا وضح فارق كبير بين ممارسة التمثيل والغناء كهواية عنه كاحتراف، ففي الاحتراف عرفت ماذا تعني كلمة مشاكل وعراقيل في الوسط الفني، فقد كان الطريق شاقاً جدا وغير ممهد علي الإطلاق.. عانيت كثيرا وعشت أيامًا صعبة، فبعد كل نجاح كنت احققه كان الأمر يزداد صعوبة.. فهذا النجاح يزعج آخرين هم اعداء النجاح.. وانا كنت في الوسط الفني بمفردي لا ارتكن الي احد وليس لي " شلة " أو أخ أو اب يسندني، وهذا امر معقد جدا وعبء نفسي كبير، وفي وقفة مع النفس كان القرار الأليم بالابتعاد عن الفن، ختفيت تماما عام 1997 .. بعد ان قدمت مسلسل " رابعة تعود " والجزء الثاني من مسلسل " بوابة الحلواني".وعما اذا كانت تلقت عروضًا جيدة طوال تلك الفترة، قالت الطوخي: حدث ذلك بالفعل ولكني أقول لك إن المناخ بشع فما معني ان اقدم مسلسلاً جيداً بين 100 مسلسل رديء؟! وعما اذا كانت كلمة اعتزال هي المعني الأدق لاختفائها، قالت ايمان الطوخي الحقيقة: انا لا احب كلمة اعتزال، فما حدث هو ابتعاد بيدي لا بيدي عمرو.. وعن تفسير البعض لاختفائها بأنها ارتدت الحجاب قالت الطوخي: لا إطلاقا انا لم ارتد الحجاب كما تري، ولكني قمت بأداء فريضة الحج وهذا تزامن مع ابتعادي عن الفن بالإضافة.. لأن تلك الفترة قد شهدت حجاب واعتزال الكثير من نجمات الفن اللائي سبقنني في السن، فقام الناس بربط اختفائي بارتداء الحجاب وهذا لم يحدث كما قلت.. وعن كيفية قضاء وقت فراغها طيلة الـ 14 عاما الماضية.. قالت ايمان الطوخي: لقد تكفلت برعاية والدتي المسنة لأنها اقرب انسانة لي في الدنيا، كما سافرت للخارج عدة مرات، وشغلني ايضا طوال الفترة الماضية مكتبة أبي -رحمه الله- وهي مكتبة اذاعية ثرية جدا وساعدتني علي قتل وقت الفراغ،
وعن حياتها الاجتماعية وزواجها
قالت الطوخي: لقد تمت خطبتي مرتين الاولي للمخرج المسرحي فؤاد عبد الحي والثانية للملحن محمد ضياء، والتجربتان كتب لهما الفشل ولم أتزوج حتي الآن! وعن سبب الربط بينها وبين الرئيس مبارك بعد الثورة قالت الطوخي : هذا الربط حدث بسبب احتفالات اكتوبر التي كانت تقام سنويا، وكنت اشارك في تلك الاحتفالات.. وجرت العادة ان يصافحنا رئيس الجمهورية بعد الانتهاء من العرض.. وعن اختيارها تحديدا لهذه الشائعات من بين كل المشاركين في احتفالات اكتوبر قالت ايمان الطوخي: في عام 1997 أخبرني مسئولون برئاسة الجمهورية بأنه تم اختياري لإحياء حفل في نادي الجلاء مع وديع الصافي وسيد مكاوي، وهذا كان اختيارًا رائعًا ان اكون بين قامتين بحجم الصافي ومكاوي، وبعدها اختارني المسئولون للمشاركة في احتفالات اكتوبر.. وفي الواقعتين صافحني الرئيس وسألني عن سر عدم وجودي بكثافة في هذا العام.. وقال لي "انتي مختفية وموش بتغني لاكتوبر ليه " وأشاد بصوتي جدا مثلما فعل مع زملاء آخرين ويبدو لانني ابتعدت عن الفن بعدها مباشرة وبشكل مفاجئ فقام البعض بربط اختفائي بمصافحة الرئيس وانطلقت شائعة زواجي منه من الوسط الفني بعد الثورة، وبدأ التأليف ونسج قصص من الخيال.. للدرجة التي وصلت لإنجابي من مبارك صبيا عمره 16 عاما، والحقيقة انني في الاساس مازلت آنسة.. ولكن حينما يخاطبني احد بكلمة " مدام " اتجاوز النداء وأتركه يقول ما يشاء.. وعما اذا كان هناك لقاء تم بينها وبين مبارك في قصر الرئاسة قالت الطوخي: لم يحدث هذا علي الاطلاق ولو حدث لكنت ذكرته ولم أخفه فهذا لقاء مع رئيس الجمهورية فهل هو أمر مخجل؟! بالطبع لا.. بل علي العكس.. فهناك اشخاص كانوا سوف يتاجرون بمقابلة مثل هذه حتي لو كانت مزعومة ولم تتم.وعن ردود أفعالها تجاه ما حدث قالت ايمان الطوخي: في بادئ الامر تلقيت الامر بشكل كوميدي جدا، ولكن تدريجيا بدأت هذه الكوميديا تتحول للتراجيدي الأسود.. وبدأت اشعر بآلام نفسية لا حد لها، فقد سار الإعلام خلف تلك الرواية التي كانت تزيد ككرة الثلج حينما تنقل صحيفة من أخري، فالجميع اتفق علي التلفيق دون تحري الصدق والدقة، وعن اختفائها وامتناعها عن الرد علي هذا التلفيق والشائعات -كما وصفت زواجها من مبارك- وهو ما جعل الامر يبدو موافقة ضمنية منها علي صحة ما قيل، قالت ايمان الطوخي: الحقيقة انني كنت اود مقاضاة كل المطبوعات التي نشرت القصة المزعومة وكل أقاربي ومعارفي واصدقائي يؤيدون هذه الخطوة، خاصة ان لدي كل الوثائق والمستندات التي تثبت زيف تلك القصص، ولكن بعد اعادة التفكير تراجعت لأني استشعرت أن الشائعة ستكبر وسيظهر من يقول " ان ايمان الطوخي علي رأسها بطحة.....
No comments:
Post a Comment